Sunday, May 9, 2010


الأقباط بين الديكتاتورية و الديمقراطية
بقلم إستير أبيحائل
estherabihail@gmail.com
كتب الدكتور جاك عطالله مقالاً بعنوان عواجيز الفرح و هدم العمل القبطي
لا يختلف مقاله هذا عما يكتبه الإسلاميون لتخويف و ترهيب الأقباط في مصر. فقد وصف الدكتور عطالله معارضيه بالخيانة إذ قال " قالوا ومعهم يهوذات الاقباط" و لم يكتفي بذلك بل راح ليصفهم بالنرجسية و العقد النفسية .. و ذنبهم هو انهم لا يوافقون على طريقة عملة.. او يعترضون على العمل مع بعض اعضاء اللجنة التأسيسية هكذا يفعل الإسلاميون ، فاذا ما خالفم قبطي يسرعون لاتهامه بالخيانة و عدم الوطنية و تمزيق وحدة الصفوف ..و يعملون على تصغير نفسه و اذلالة ليضمنوا فرض سيطرتهم على الأقباط و ضمان ولائهم لهم

يكتب الدكتور عطالله بلغة الأمر و النهي .. فهويكتب و كأنه المصدر الرئيسي للتشريع و لكل القوانين و هو الحاكم فيها و هو الجلاد و السجان ايضا ... فيقول لنا " قررنا مبدا ان من يريد العمل بشروط استبعاد اخرين سيتم استبعاده هو لانه مع الوقت ستتسع الشروط و تتورم ولن نستطيع مواجهتها... قررنا ايضا ان من يعطل العمل و يختلق اختلافات وهمية سيستبعد" يالها من سذاجة قانونية و سياسية .. اين القانون و اين القضاء .. الم يكن من الأفضل ان يترك الدكتور المحترم البت في مثل هذه الأمور القانونية للقانونيين؟؟ الم يكن محقا الأستاذ المحترم مدحت قلادة عندما نقل الينا خبر تكوين اللجنة التأسيسة للبرلمان القبطي و قد عنونه "تمخض الجبل فولد فأراً"؟؟ ففي الوقت الذي يحارب فيه شرفاء الأقباط الديكتاتورية الإسلامية التي فرضت نفسها عليهم وسنت لهم القوانين رغماً عنهم و استنكرت عليهم حق الأعتراض ... في الوقت الذي قامت فيه للقضية القبطية قائمة لأول مرة في التاريخ نجد أنفسنا امام حكم ديكتاتوي استعبادي من داخل صفوفنا!!!يا رب ارحم

قام الدكتور عطاللة بالإطراء على مجهود الأستاذ نادر فوزي مسجلاً لنا " بينما انجز الاستاذ نادر فوزى جزء مهم من العمل بمحهود فردى محمود " دون ان يذكر لنا من هو الأستاذ نادر فوزي و ما هي المشكلة التي سببت رفض " النشطاء اللامعين" التعامل معه او مع غيره من اعضاء اللجنة.. فقد حكم الدكتور عطالله في النزاع لصالح الأستاذ نادر و يبدو للقارئ ان الحكم نهائيا و غير قابل للاستئناف!! اين انتم يا رجال القانون الأقباط؟؟ اين انتم من هذه المأساة القانونية ؟؟ يا رب ارحم
يكتب لنا الدكتور سيد قطب .. اسفه اقصد الدكتور جاك عطاللة رسالته بوصية إسلامية صميمة فقال "لا تحية لا سلام لعواجيز الفرح والحلمبوحيين و لكن السلام والاحترام لكل من يمد يده ليغرس نبته بكرم الرب فيعمل على قدر طاقته وينقذ اخوته ونفسه وعائلته" لقد افتى لنا الدكتور عطالله بحكم السلام على الكفار مقررا انه لا سلام لمن كفر به و السلام فقط يكون لاهل الملة من الذين يؤمنون به و بما قرره هو من قوانين تسيير العمل .. و لم ينسى ان يضمن فتوته بالتخويف فهو يكتب لنا ان الاحترام يكون لكل من يعمل على قدر طاقته -- العمل المقصود هنا هو العمل بحسب شروط الدكتور جاك-- و ينقذ اخوته و نفسه و عائلته! ما هو الخطر الذي يحذرنا منه الدكتور؟ اهو خطر عدم الاستسلام له؟؟ يا رب ارحم

ثم يختم الدكتور الكريم رسالته بنفس ما ختم به محمد رسول الإسلام رسالته لملك الروم محمد كتب "أسلم تسلم" ، و الدكتور عطالله كتب " ... سنعمل مع كل من له الرغبة بالعمل الجماعى بدون فرض شروط مسبقة وبدون اختلاق خلافات ولن نتعاون مع عواجيز الفرح مهما قالوا .او لطموا .او غنوا او ناحوا ." يا لها من خاتمة! يا رب ارحم

و لم ينسى الدكتور ان يضيف لخاتمة رسالته مناسك التقية الإسلامية فقال "و الامر متروك للقاعدة القبطية فهى من سينتخب ويقرر" ملبسا رسالته الديكتاتورية سروالاً ديمقراطي .. ناسيا ام متناسياً ان الاشكالية ليست فيمن سيختاره الشعب و لكنها في استبعاد الشعب من ان يدلي بقوله في عمل اللجنة التأسيسية!١
يا رب ارحم شعبك

No comments:

Post a Comment

ارجو الإلتزام بالموضوعية في التعليق على المواضيع المطروحة .. ارجو مراعاة عدم استخدام الالفاظ النابية .. كما ارجو ان تتجنب الردود الانفعالية .. اعتذر عن عدم نشر التعليقات الخارجة عن الالتزام بالموضوعية و احترام الأشخاص