Thursday, June 3, 2010

اسطول الحرية ام الكراهية؟
إستير ابيحائل

تعلقت انظار العالم اجمع بما اسمته تركيا اسطول الحرية الذي كان يهدف إلى فك الحصار المفروض على غزة وتجمع حول العالم آلاف المحتجين على هجوم الجيش الإسرائيلي على اسطول الحرية. وقد ركزت الصحافة العالمية على ابراز الإعتداء الإسرائيلي على نشطاء السلام
إلا ان تقريرا لقناة الجزيرة أظهر مشاهد لنشطاء السلام قبل الاعتداء الإسرائيلي و هم يهتفون هتافات الحرب الإسلامية حيث هتف النشطاء "خيبر خيبر يا يهود .." هذا الهتاف الذي نعرف كلنا تكملته .. "جيش محمد سيعود" .. و في حديث لقناة الجزيرة مع احدى ناشطات السلم قالت الناشطة "الان نحن امام احدى الحسنيين ، إما الشهادة و إما الوصول إلى غزة".. ثم قال مقدم البرنامج ان " بعض المشاركين لم يضيعوا فرصة هذا التجمع من جميع انحاء العالم للتذكير بعالمية القضية الفلسطينية و إسلاميتها" .. و يبدو ان مقدم البرنامج قد اكتفى بما نقله هو ولم يشأ نقل الحديث الأصلي .. وقد تفادى ايضاً مراسل الجزيرة اجراء مقابلة مع هؤلاء المشاركين الذين لم يضيعوا فرصة هذا التجمع و راحو يذكرون التجمع العالمي بما اسماه هو عالمية القضية الفلسطينية و إسلاميتها.. إلا انه نقل لنا صورة لاحد هؤلاء المشاركين وهو يرتدي الزي الإسلامي المتزمت ..الشيئ الذي لا يترك لنا سوى خيارا واحداً و هو الاخذ بوجهة نظر مراسل قناة الجزيرة فيما نقله لنا و المظهر الخارجي للشخص الذي اقتنص الفرصة و لم يضيعها

اعتراض نشطاء السلام على الحصارات المفروضة على الشعوب ليس جديداً .. فهو عمل عرفه الغرب على انه عمل نزيه يدعو عادة للحريات .. يقدم على هذا العمل مدنيون لا يحملون السلاح و لا يستخدمون اي نوع من انواع العنف .. و بالطبع لا ينضمون و يلجأون للتنظيمات العسكرية .. نشطاء السلام بحسب المفهوم الغربي الحضاري هم اشخاص يدعون للسلام بين الأطراف المتنازعة .. او يدعون لانهاء الظلم الواقع على فئة معينة من البشر .. لا يدعو نشطاء السلام للحروب أو للانتقام بل لانتشار العدل و السلام .. نشطاء السلام كما يعرفهم الغرب هم اشخاص عاديون من قطاعات المجتمع المدني المختلفة يدعون للمحبة و المصالحة .. هم اناس رأوا مضار الحروب و يريدون ايقافها ... نشطاء السلام لا يحضون الناس على كره الناس .. نشطاء السلام هم الاشخاص الذين يقفون امام الدبابات الحربية و هم لا يحملون من السلاح غير قضية السلم

وانا اعتقد جادة ان كثير من نشطاء السلام الذين كانو على متن زوارق اسطول الحرية هم من نشطاء السلام الحقيقي بحسب المفهوم الغربي .. إلا ان واجهة العداء الإسلامي لإسرائيل .. هتافات الحرب الإسلامية خيبر خيبر يا يهود ... التصريح بان النشطاء قد وصلوا الى إحدي الحسنيين .. و عقد قران القضية الفلسطينية على العداء الإسلامي ضد اليهود.. كل هذا بالاضافة الى مقاومة بعض نشطاء السلام للزوارق الإسرائلية بالعنف قد افقد هذه القافلة رسالة السلام و المحبة و المصالحة وجعل منها زوارق للكره و اشعال الحروب ..و بدلاً من ان يأخذ اسطول الحرية القضية الفلسطينية الإسرائيلية الى طريق السلام ذهب الى تقسيم العالم كله الى دار للإسلام و اخرى للحرب!! يا رب ارحم

1 comment:

  1. I agtree with you. Well written analysis.

    ReplyDelete

ارجو الإلتزام بالموضوعية في التعليق على المواضيع المطروحة .. ارجو مراعاة عدم استخدام الالفاظ النابية .. كما ارجو ان تتجنب الردود الانفعالية .. اعتذر عن عدم نشر التعليقات الخارجة عن الالتزام بالموضوعية و احترام الأشخاص